مقـالات

بحـوث ودراسات

عـلماء كـتب ومخطوطات 

عقـيدة و فـقـه

تاريخ وحـضارة

الصفحة الرئيسة

من هم الاباضية  - مدخل لفهم حقيقة الإباضية والمذهب الاباضي

القليل من المسلمين من يعرف حقيقة الاباضية أو (الأباضية) مذهبا و عقيدة  وسلوكا، ذلك لأن كثير من عامة المسلمين لم يسمعوا عن الإباضية قط، أو أنهم  سمعوا عن الاباضية معلومات مشوشة أو مقتضبة، أما المثقفين  فلا زال كثير منهم ينظرون إلى الإباضية، بنوع من الشك والارتياب فمنهم من يصنفهم ضمن طوائف الخوارج والمتطرفين والمبتدعة، بل أن منهم من يكفرهم ويخرجهم من الملة.  وقليل جدا ممن عرف حقيقة الاباضية وأنصفهم، لكن أغلب ممن ينتسب إلى العلم من غير الاباضية لم يعيروا الفكر الإباضي اهتماما  جديا لدراسته  ليكونوا صورة واضحة عنه  ينقلوها إلى عامة المسلمين، وهذا مما يؤسف له في وقت يحتاج فيه المسلمون أن يتحدوا لمقاومة الغزو الفكري الذي يقوده أعداء الإسلام في داخل الأمة الإسلامية وخارجها.

 ولاشك أن هناك أسباب وتراكمات تاريخية وسياسية  دفعتهم لتكوين تلك الصورة القاتمة عن الاباضية، وإذا كانت هذه الأسباب مقبولة في القديم فإنه لا يعذر أي مثقف في عصر المعلومات من التعرف على حقيقة الإباضية من مصادرها الحقيقية . ومهما حاول البعض التعتيم على الفكر الإباضي فإن وسائل الاتصال الحديثة وأهما الانترنت والبريد الالكتروني ستساهم في تكوين فهم صحيح عن الفكر الاباضي.

شعارنا  المعرفة والتعارف والاعتراف

 يقول الشيخ علي رحمه الله إن المذهبية في الأمة الإسلامية لا تتحطم بالقوة ولا تتحطم بالحجة . ولا تتحطم بالقانون فإن هذه الوسائل لا تزيدها إلا شدة في التعصب وقوة رد الفعل ، وإنما تتحطم المذهبية بالمعرفة والتعارف والاعتراف ، فبالمعرفة يفهم كل واحد ما يتمسك به الآخرون ، ولماذا يتمسكون به . وبالتعارف يشتركون في السلوك والأداء الجماعي للعبادات ، وبالاعتراف يتقبل كل واحد منهم مسلك الآخر يرضى ، ويعطيه مثل الحق الذي يعطيه لنفسه ( اجتهد فأصاب أو اجتهد فأخطأ ) وفي ظل الأخوة والسماح تغيب التحديات ، وتجد القلوب نفسها تحاول أن تصحح عقيدتها وعملها بالأصل الثابت في الكتاب والسنة ، غير خائفة أن يقال عنها تركت مذهبا أو اعتنقت مذهباً . ولن نصل إلى هذه الدرجة حتى يعترف اليوم أتباع جابر وأبي حنيفة ومالك والشافعي وزيد وجعفر وأحمد وغيرهم ممن يقلدهم الناس أن أئمتهم أيضا يقفون في صعيد واحد لا مزية لأحدهم على الآخرين إلا بمقدار ما قدم من عمل خالص.

ويقول أيضا "إن من يكتب عن فرقة معتمدا على مصادر غيرها يبعد عن الحقيقة ولا يسلم من التجني، أو هو في الحقيقة واقع في الخطأ من أول خطوة وإن ما يجيء على لسانه أو قلمه من الصواب فيها فهو بمحض الصدفة".   الإباضية بين الفرق الإسلامية ص 311

 الحقيقة التي يجهلها البعض و لا يريد أن يعترف بها آخرون هي أن الإباضية مذهب  وفكر إسلامي متميز له قواعده وأصوله وفقهه وعقيدته المستمدة من كتاب الله تعالى وما تواتر وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أجمع عليه الأولون قبل أن ينحرف المسلمون عن دينهم وتختلط عليه الأمور وتدخل عليهم الثقافات الأخرى. وهذا ما توصل إليه كل باحث عن الحق وكل منصف ممن اتصل وعاشر الإباضية عن قرب.

يقول الدكتور عمرو خليفة النامي  في مقدمة تحقيقه لكتاب أجوبة ابن خلفون  : وَلَعَلَّهُ من الإنصاف أَن نقرر هنا حقيقة هامة . هي أنَّ المذهب رغم تلك الجفوة التي اصطنعتها ظروف السياسة في تاريخ الأمة الإسلامية بينه وبين سائر مذاهب الأمة.. يمثل في واقعه أقرب صورة إلى حقيقة الإسلام الأصيل، في عقائده وفقهه ومسلك أتباعه.

يأتي  هذا الموقع للتعريف بحقيقة  الإباضية والمذهب الإباضي. ونرجو أن يساهم في رفع العزلة عنه وتضييق الفجوة التاريخية والفكرية بينه وبين الفرق والمذاهب الإسلامية الأخرى.

ومن هذا المنطلق ننصح كل من يريد أن يعرف من هم الإباضية و على حقيقة الفكر الإباضي أن يبدأ  بقراءة كتب الشيخ علي يحي معمر - رحمه الله. وأولها كتاب  الإباضية بين الفرق الإسلامية ويمكن تحميل الكتاب من هـنا

 

 
 

 

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع الاستقامة ولأصحاب المقالات - الأمانة العلمية تتطلب ذكر المصدر كاملا  عند نقل أي  معلومات من هذا الموقع

مقـالات

بحـوث ودراسات

عـلماء كـتب ومخطوطات 

عقـيدة و فـقـه

تاريخ وحـضارة

الصفحة الرئيسة