مقـالات

بحـوث ودراسات

عـلماء كـتب ومخطوطات 

عقـيدة و فـقـه

تاريخ وحـضارة

الصفحة الرئيسة

فصول كتاب أحكام السفر في الإسلام

 

للشيخ علي يحي معمر

 

أحكام  أخرى للسفر في الإسلام

يخص الإسلام السفر بعدة أحكام بعضها جاء في الكتاب الكريم وبعضها جاء في السنة النبوية المطهرة ، وفي هذا الفصل نستعرض هذه الأحكام بإيجاز ونضع صورا منها بين يدي القارئ الكريم فيما يلي :

1- يخص الإسلام الصلاة في السفر بأحكام تقدم إيضاحها في الفصول السابقة .

2- وكما يخص الإسلام الصلاة بأحكام كذلك يضع للصيام أحكاما خاصة فقد جاء في الكتاب الكريم . [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنْكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ *شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ] (1) .

والآية الكريمة صريحة واضحة في تقرير حكم الصيام للمسافر فإن فريضة الصوم تتعلق بذمته ولكنه مخير بين الصوم في سفره ، وبين الإفطار مع قضاء بدل لما أفطره في سفره من رمضان ، على أن القرآن الكريم وإن أباح للمسافر أن يفطر بسبب السفر إلا أنه يحبب إليه الصوم ويدعوه إليه . والآية الكريمة تقرن بين المريض والمسافر في حكم الصيام لتيسر عليهما أداء هذه الفريضة من فرائض الإسلام ولكن الآية الكريمة التي يسرت كثيرا من الأحكام على المريض والمسافر وقرنتهما معا لم تذكر في تلك المناسبات فريضة الصلاة مما يدل على أن قصر الصلاة في السفر هو حكم أراده الله كذلك لا لعلة التيسير ، وإلا لجاز للمريض أن يقصر الصلاة تيسيرا عليه ، ولم يقل بهذا أحد فيما أعلم اللهم إلا إذا لم يستطع أن يقوم ببعض الأركان فإنها تسقط عنه بحكم العجز لا بحكم التيسير والتخفيف ، والقرآن الكريم يقرن بين المريض والمسافر في بعض أحكام التيسير والتخفيف ولكنه لم يقرن بينهما في حكم تقصير الصلاة .

3- يخص الإسلام الطهارة في السفر بأحكام ، فقد جاء في الكتاب الكريم قوله تعالى : [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَقْرَبُوا الصَّلاَةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلاَ جُنُبًا إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنْكُم مِّن الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيِكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا ] .

وقوله تعالى : [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ فاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ وَإِن كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِن كُنْتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنْكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ] (1).

وهذه الآيات البينات أيضا تقرن المسافر مع المريض في الحكم وتبيح له التيمم بحكم أنه مسافر لا يتوفر لديه الماء للطهارة ، والقرآن الكريم ييسر على المريض وعلى المسافر لئلا تكون الأحكام الشرعية سببا في المضرة للمؤمنين أو المشقة عليهم .

4- كما أن الإسلام يخص المسافر ببعض الأحكام في العبادات كذلك يخصه ببعض الأحكام أو التنظيمات في المعاملات فقد جاء في القرآن الكريم قوله تعالى : [ وَإِن كُنْتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كَاتِبًا فَرِهَانٌ مَّقْبُوضَةٌ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللهَ رَبَّهُ وَلاَ تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ] (2)

إن المسافر قد يحتاج إلى إجراء معاملات من بيع أو شراء أو قرض وقد لا تتوفر لديه الوسائل الرسمية لتثبيت الحقوق من الكتابة والتسجيل فإذا كان كذلك فإن الرهن المقبوض أوثق ضمان لكفالة إجراء الحقوق وإرجاعها لأصحابها وإذا كان المتعاملان يعرف بعضهما بعضا ويثق فيه فلا مانع في الإسلام من الاعتماد على الأمانة والثقة المتبادلة .

5- خص السفر بأدعية كثيرة رويت عن رسول الله  عند السفر وعند القدوم وللقارئ الكريم أن يرجع كتب السنة ليختار منها ما شاء إذا أراد أن يقتدي برسول الله  ومن تلك الأدعية الشريفة قوله  : " الله أكبر الله أكبر الله أكبر ، سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين ، وإنا إلى ربنا لمنقلبون : اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ، ومن العمل ما ترضى ، اللهم هون علينا سفرنا هذا واطو عنا بعده ، اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنقلب وسوء المنظر في الأهل والمال " (1).

فإذا كان راجعا من سفر زاد عليهن قوله 5" آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون " (2).

 
 

 

 

الصفحة الرئيسة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الاستقامة ولأصحاب المقالات - الأمانة العلمية تتطلب ذكر المصدر كاملا  عند نقل أي  معلومات من هذا الموقع