مقـالات

بحـوث ودراسات

عـلماء كـتب ومخطوطات 

عقـيدة و فـقـه

تاريخ وحـضارة

الصفحة الرئيسة

فصول كتاب سمر أسرة مسلمة  

 

مقدمة

كان كثير من أبنائي طلاب المدارس في المرحلتين الإعدادية والثانوية يناقشونني في بعض مسائل التوحيد ويطلبون إلي أن أدلهم على الكتب التي يرجعون إليها في دراسة هذه المواضيع ، فكنت أرشدهم إلى بعض ما أعرف من الكتب ، ولكنهم سرعان ما يعودون إلي متألمين ، يذكرون أن أساليب تلك الكتب تلتوي على أفهامهم ، وتستعصي على مداركهم لا سيما وانهم لم يدرسوا علم الكلام على مشايخه ، ولم يعرفوا كثيرا من المصطلحات الفنية التي ترد في تلك لكتب .

وكنت أتألم لألم أولئك الطلاب الذين يبحثون عن الهداية ويتلمسون طريق المعرفة ، فتصدهم عقبات لا يقوون على تذليلها ، و فكرت في الموضوع تفكيراً جديا حينما زارني جمع منهم إلى بيتي وحملوني مسؤولية تذليل هذه العقبة أمامهم و أمام زملائهم الكثيرين .

وأعترف إنني كنت شديد الرغبة لتحقيق طلبهم ولكنني في نفس الوقت كنت شديد الخشية من حمل هذا الثقل الذي أعرف أنني قد أتعثر به ولا أنهض ، وحاولت أن ألقيه على غيري ممن هم أكثر كفاءة ومقدرة ولكنني لم أوقف في ذلك ، وأصبح الموضوع واجباً عينيا عليّ فاستخرت الله وأقدمت .

رجعت إلى كثير من كتب الفقه والتوحيد عند كتابة هذه الفصول غير أنني اعتمدت فيما رجحته من الآراء على الكتب الآتية : عقيدة التوحيد وشروحها (1)، كتب فيلسوف الإسلام أبي طاهر الجيطالي (1)في ظلال القرآن للأسـتاذ سيد قطب (2)مسند الربيع بن حبيب ، وقد رأيت أن أسوق المباحث على طريقة الحوار ظنا مني أنها قد تكون أخف على الطالب وأشوق له لكي يواصل القراءة .

وأنا حين أقدم الكتاب لأبنائي الطلبة ولغيرهم ممن يستهويهم كل ما تخرجه المكتبة الإسلامية آمل أن يجدوا فيه كثيرا من حقائق التوحيد معروضة عرضا واضحا بأسلوب سهل ، وقد يرى بعض القراء الكرام أن في الكتاب بعض الإعادة والتكرار وقد قصدت ذلك لترسيخ بعض المعلومات في ذهن القارئ العادي الذي لم يدرس علم التوحيد دراسة مستفيضة على مشايخ الفقه، وقد يجد القارئ الكريم بعض المناقشات عن مسائل لا تتعلق بالتوحيد إلا أنها تدخل في الثقافة الإسلامية العامة ساقني إليها أسلوب الحوار الذي اعتمدت عليه في الكتاب وارتباطها ارتباطا قويا أو ضعيفا بأصل الموضوع .

عندما أتممت هذه الحلقة تركتها عندي ولم أجرؤ على تقديمها للطبع ، وكنت أمني نفسي أن أعرضها على بعض مشايخي الكرام ، حتى أستوثق من أن عملي هذا يجوز أن يظهر للناس ، وعندما سافرت في السنة الماضية إلى تونس والجزائر أخذتها معي ليطلع عليها أحدهم ولكن قصر المدة ، واشتغالهم بما هو أهم وأوكد ، حال دون الإطلاع عليها وإبداء الرأي فيها ، اللهم إلا بعض الفصول قرأتها على أستاذي الفاضل الشيخ عدون بن بالحاج ونحن في السيارة ننتقل بين بعض المدن من وادي ميزاب العامر ، وقد استحسن ، حفظه الله ورعاه ، طريقة العرض وأسلوب الكتاب ، وأمرني بتقديمه للطبع حالا ، ولكنني مع ذلك بقيت مترددا حتى شرفنا هذه السنة بزيارته إلى ليبيا وأعاد أمره لي بطبع هذه الحلقة فلم يسعني إلا الامتثال .

وها أنا أقدم إليك أيها القارئ الكريم هذا العمل الضئيل فان ساعدك على الاستفادة ، ووجدت فيه حقا وعلما ، ويسر عليك مؤنة البحث فان الحمد الله على التوفيق ، وإن خيب ظنك ، وضيع وقتك ، فأنا اعتذر إليك ، عما ضيعت لك من وقت ، وأخذت من مال ، وأطلب منك العفو والسماح ، فإنني معك في حال لا أستطيع أن أرد عليك الوقت الذي ضيعته منك ، ولا المال الذي أخذته منك .

وأخيراً ألجأ إليه سبحانه وتعالى أن يجعل عملي خالصا لوجهه الكريم وأن يغفر لي الخطأ والزلل فانه الغفور الرحيم

 

 

 

الصفحة الرئيسة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الاستقامة ولأصحاب المقالات - الأمانة العلمية تتطلب ذكر المصدر كاملا  عند نقل أي  معلومات من هذا الموقع