مقـالات

بحـوث ودراسات

عـلماء كـتب ومخطوطات 

عقـيدة و فـقـه

تاريخ وحـضارة

الصفحة الرئيسة
 

 

 

الإمام محبوب بن الرحيل القرشي

 

ولا: اسمه ونسبه :

 هو الشيخ العلامة الفقيه المؤرخ الإمام الجليل أبو سفيان محبوب بن الرحيل بن العنبر بن هبيرة القرشي (2 ) المخزومي .

ثانيا : كنيته : يكنى الإمام محبوب بن الرحيل بابنه سفيان حيث يطلق عليه اسم أبو سفيان وهو الابن الثاني له بعد محمد بن محبوب .

ثالثا : مولده : لم أجد من حدد تاريخا معينا لولادة الإمام محبوب والظاهر أنه ولد في العقد الأول من القرن الثاني الهجري وذلك في عهد الإمام أبي عبيدة مسلم بن أبي كربمة التميمي .

 رابعاً : نشأته : ولد ونشأ الإمام محبوب بن الرحيل في مدينة البصرة تلك المدينة التي كانت تموج بالعلماء .. والظاهر أنه توفي والده الرحيل وهو ما يزال طفلا صغيراً فتزوج من والدته الإمام الربيع بن حبيب - رحمه الله - حيث شب الإمام محبوب وترعرع في بيته وأخذ أكثر العلم عنه .. وعندما عاد الإمام الربيع إلى موطنه الأصلي عمان .. عاد معه الإمام محبوب وعاش في مدينة صحار وعندما توفي شيخه انتقل إلى مكة المكرمة وعاش بها حتى وفاته .

 خامساً : زوجته : أما بالنسبة لزوج الإمام محبوب بن الرحيل فالظاهر أن اسمها خديجة ولا أعلم بنت من!! ومن أي قبيلة هي .. حيث يقول صاحب كتاب الضياء ( ج8 / 57 ) ما يلي : (( زعم حيان أن خديجة امرأة محبوب قالت : وقد ذكروا استقاء الماء وكانت خادمتهم تستقي لهم فقالت : قد أعتقناها اليوم من القربة . قال : فكتب إليها محبوب أن أمضيها فالزمها العتق )) .

سادسا : أبناؤه : لم أجد ذكر لأبناء الإمام محبوب بن الرحيل إلا لثلاثة منهم وهم محمد وسفيان والمحبر .. وقد توفي الإمام محبوب وكان ابناه سفيان والمحبر لم يبلغا بعد

 سابعا: شيوخه : تتلمذ الإمام محبوب بن الرحيل على يد عدد كبير من الأئمة والعلماء وأشهرهم : الإمام أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة التميمي والإمام الربيع بن حبيب وكان أكثر علمه قد أخذه عن هذا الإمام حيث كان ربيباً له ويعيش في كنفه .. كما تتلمذ على بقية العلماء المعاصرين للإمام الربيع بن حبيب .

 ثامنا : تلاميذه : تتلمذ على يد الإمام محبوب بن الرحيل عدد كبير من طلبة العلم سواء عندما كان في البصرة أو عمان أو مكة المكرمة .. ومن أشهرهم ابنه محمد بن محبوب والشيخ العلامة الخراساني صاحب المدونة وغيرهم كثير .

تاسعا : آثاره العلمية : ألف الإمام محبوب بن الرحيل العديد من الكتب والمؤلفات وأرسل الكثير من الرسائل إلى مختلف الجهات والأقاليم سواء إلى المشرق أو المغرب .. ولكن وللأسف الشديد فإن أغلب هذه المؤلفات اعتراها الضياع وتلاشت واندثرت ولم يصلنا منها إلا بعض الشذرات المبثوثة في كتب الفقه والسير والتراجم ومن أهم آثاره ما يلي :

( 1) : كتاب السير : وهو كتاب السير أو سيرة محبوب بن الرحيل وقد ألف الإمام محبوب هذا الكتاب للحديث عن علماء وأئمة الإباضية الأوائل بداية من الإمام مرداس بن حدير وحتى علماء العصر الذي عاش فيه .. ويعتبر هذا الكتاب وبحق أول كتاب تراجم تم تأليفه للحديث عن أعلام المذهب الإباضي . يقول عنه الإمام أفلح حاثا على قراءته والتزام ما جاء فيه : ( عليكم بدراسة كتب أهل الدعوة لا سيما كتب أبي سفيان ) . ويقول عنه الدرجيني أثناء حديثه عن الإمام محبوب : ( وممن سبق إلى تخليد سير السلف الأخيار وألف مما يحصل عنده عنهم من الآثار وجمع ذلك في سلك واحد بين غرائب الفقه وعجائب الأخبار ) . ويقول الإمام البرادي : ( كتاب أبي سفيان يشتمل على الأخبار والفقه والكلام والعقائد ). ويقول الباحث الدكتور عوض خليفات : ( ولأبي سفيان كتاب في تاريخ الإباضية يشتمل على الأخبار والفقه والكلام والعقائد ويعد من أهم كتب الإباضية الأوائل حتى أن أئمة الدولة الرستمية كانوا يوصون أتباعهم بقراءة هذا الكتاب والتعمق في معانيه ) . ويعتبر هذا الكتاب مهما للغاية في مجال التراجم والسير لأنه نابع عن شخصية معاصرة للإحداث بل وساهمت في تبلورها وصياغة بعض مراحلها وتزعم بعض فتراتها . وللأسف الشديد فإن هذا الكتاب أصبح الآن في عداد الكتب المفقودة على الرغم من وجوده إلى القرن السابع الهجري حيث نجد أن العلامة الدرجيني ينقل منه أغلب مادته العلمية أثناء حديثه عن أئمة الإباضية في القرنين الأول والثاني الهجريين بل أظن أن هذا الكتاب كان موجوداً إلى القرن العاشر الهجري في بلاد المغرب حيث أن الشيخ الشماخي الذي ترجم لعلماء وأئمة المذهب الإباضي كان ينقل بعض التراجم من كتاب الدرجيني ويزيد عليها أحياناً من كتاب آخر فلعله قد أطلع بنفسه على كتاب السير للإمام محبوب ونقل منه . كما نجد أن الكتب العمانية القديمة كالضياء وبيان الشرع وسيرة ابن مداد وغيرها كانت تورد أحياناً بعض الروايات عن طريق الإمام محبوب غير موجودة في كتابي السير والطبقات فربما تكون نسخة من هذا الكتاب قد وصلت إلى عمان عندما انتقل الإمام محبوب إليها وظلت مع أحفاده ونتمنى من الله العزيز القدير أن يمن علينا وتظهر نسخة لهذا الكتاب القيم

 2) عهده إلى أهل اليمن : يذكر صاحب الطبقات أن الإمام محبوب بن الرحيل أرسل هذا العهد إلى الإمام طالب الحق(1 ) في اليمن وإذا صح ما ذكره الدرجيني - ولا أراه يصح - فيكون الإمام محبوب قد أرسل هذا العهد بين عامي 129 - 131هـ . وقد أثنى العلامة الدرجيني على هذا العهد حيث قال عنه : ( .. وإنه لو لم يؤثر عنه إلا عهده الذي جمع فيه المواعظ والحكم والآداب وجعل فيه تنبيها وذكرى لأولي العقول والألباب لكان بذلك كافيا في معناه عما عداه ) . هذا وقد وصل إلينا هذا العهد عن طريق العلامة الدرجيني الذي نقل هذا العهد كاملا في كتابه الطبقات (2) كما وصلتنا بعض الفقرات منه عن طريق العلامة الجيطالي الذي نقل بعض العبارات منه في كتابه القناطر (3)

 يذكر د. مبارك الراشدي في كتابه فقه الإمام أبو عبيدة أن هذا العهد لم يرسله الإمام محبوب إلى الإمام طالب الحق وإنما أرسله إلى أشخاص آخرين ولعل ما ذهب إليه الدكتور هو الصواب لأن الذي يقرأ هذا العهد يستشف منه أن الإمام أرسله إلى قوم اختلفوا فيما بينهم وتبرأت كل مجموعة منهم من الآخرين فأرسل الإمام هذا العهد ليوضح لهم ما استشكل عليهم في قضية البراءة والولاية والدليل الآخر على ذلك أن في عصر الإمام طالب الحق كان يتزعم المذهب الإباضي الإمام أبو عبيدة فلا أتوقع أن يتقدم الإمام محبوب مشائخه ويرسل هذه الرسالة وعمره آنذاك لا يتجاوز العقد الثاني 2) ج2 / 279 ) 3) ج1 / 183 ،

 ( 3: رسالته إلى أهل عمان : سبب إرسال هذه الرسالة أن هارون بن اليمان الذي كان مختلفا مع الإمام محبوب في بعض القضايا أرسل برسالة إلى الإمام غسان بن عبدالله ( 192 - 207 هـ )(1) مبديا رأيه في القضايا التي كانت مثار جدل بينه وبين الإمام محبوب وعندما وصلت هذه الرسالة إلى الإمام غسان بعمان أرسلها إلى الإمام محبوب بمكة المكرمة فأرسل إليه هذه الرسالة ردا على الرسالة التي أرسلها هارون وقد تعقب الإمام محبوب كل الآراء التي طرحها الشيخ هارون وعمل على تفنيدها مستدلا على ذلك بالقرآن الكريم والسنة النبوية وأقوال أئمة المذهب وهذه الرسالة ما زالت موجودة وقد طبعت ضمن كتاب السير والجوابات ( 2 ) . 1) رجح الإمام المؤرخ نور الدين السالمي في تحفته ( ج1 /120 ) أن هذه الرسالة أرسلها الإمام محبوب إلى الإمام المهنا بن جيفر ( 226 - 237 هـ ) وتابعه على ذلك من جاء بعده كصاحب عمان عبر التاريخ وصاحب فقه الإمام أبو عبيدة والظاهر أن هذا القول بعيد عن الصحة وذلك لأن بعض العلماء ذكروا صراحة أن هذا الخلاف وقع في عهد الإمام غسان حيث نقل الشيخ السالمي نفسه قول الشيخ أبو الحسن الذي يذكر أن هذا الخلاف قد خصل في عهد الإمام غسان وقد مال إلى هذا الرأي صاحب الضياء والظاهر أنه هو الصواب.

4-رسالته إلى أهل حضرموت : أرسل الإمام محبوب بن الرحيل هذه الرسالة كذلك للرد على رسالة الشيخ هارون وتشتمل هذه الرسالة على مجمل القضايا والآراء التي ناقشها في رسالته إلى أهل عمان (1)

5- : رسالته إلى الشيخ محمد بن هاشم : أرسل الإمام محبوب هذه الرسالة إلى الشيخ العلامة محمد بن هاشم لتوضيح بعض المسائل التي عابها القدرية على الأباضية مفندا آرائهم وموضحا ما بعتقد انه الصواب وتوجد هذه الرسالة في منهج الطالبين ( ج1 / 434 ) .

هذا وقد توفي الإمام محبوب في أواخر عهد الإمام غسان بن عبدالله ما بين عامي 195 - 205 هـ (1) ودفن في مكة المكرمة (2) وقد توفي عن ابنيه المحبر وسفيان ولم يبلغا الحلم حيث يقول أبو المؤثر : ( وقد أخبرني من أخبرني من المسلمين أن محمد بن محبوب أراد بيع دارهم في البصرة وكان أخواه سفيان ومحبر أرادا أن يوكلاه ببيع حصتهما وكان محبر أصغر من سفيان فبلغ محبر قبل سفيان فرفعوا ذلك إلى أبي صفرة فقال أبو صفرة : إذا بلغ الذي هو أصغر جاز الحكم على الذي هو أكبر وإن لم يبلغ الحلم . ا

1) يذكر صاحب كتاب عمان تاريخ وعلماء ص 53 ، أن الإمام محبوب توفي سنة 260 هـ وهذا بعيد كل البعد عن الصحة . 2) تذكر بعض الروايات أن الإمام محبوب توفي في عمان إلا أن العلامة أبو ستة يذكر صراحة أنه توفي في مكة المكرمة حيث يقول : ( ولما توفي الربيع بن حبيب انتقل محبوب إلى مكة وسكن بها حتى توفي رحمه الله

إقرأ بقية المقال في الرابط التالي

http://www.aldura.net/modules.php?name=News&file=article&sid=9

 
 

 

 

الصفحة الرئيسة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الاستقامة ولأصحاب المقالات - الأمانة العلمية تقتضي ذكر المصدر عند نقل أي  معلومات من هذا الموقع